غزو خفافيش الفاكهة

غزو خفافيش الفاكهة

في شهر نوفمبر من كل عام تغزو الملايين من خفافيش الفاكهة زامبيا.  فبمجرد أن تنضج ثمار الفواكه في محيط منتزه كاسانكا الطبيعي يصبح لون السماء أسود لكثرة عددهم. لتحدث في مشهد رائع بعد ذلك أكبر هجرة جماعية في العالم لهذا النوع من الثدييات.
كيف تستدل هذه الحيوانات على وجهتها عبر مئات الكيلومترات كل عام ولماذا تعود إلى نفس المكان؟ ما هو مسار رحلتها وكم عدد الخفافيش في هذه الهجرة الجماعية؟

يرافق فريق إعداد الفيلم مارتين فيكيلسيكي ودينا ديشمان من معهد ماكس بلانك لبيولوجيا السلوك في أثناء وجودهم في زامبيا لصيد خفافيش الفاكهة بغرض ربطها بأجهزة إرسال لتتبع تحركاتهم الجوية. مجال هذه الثدييات الحيوي مهدد بالزوال إذ تتقلص باستمرار مساحات الغابات التي يستقرون فيها. فكثير من الصيادين يحرقون العشب القديم لينمو مكانه عشب طازج يجتذب ظباء الغابة. ويشكّل إشعال الحرائق غير القانونية مشكلة رئيسية في المنطقة أيضا لأن كثيرا من سكانها يعيشون من إنتاج الفحم الذي يبيعونه على قارعة الطريق. عوامل عدة تسببت في انحسار مساحة الغابات التي يلجأ إليها خفاش الفاكهة الذي يتعرض أيضا للصيد على يد سكان محليين يجزمون بتأثيره الخارق في السحر والطب الطبيعي. ويصعب على المسؤولين في المنتزه الطبيعي إقناع أهالي زامبيا بحماية خفافيش الفاكهة، لكنهم رغم ذلك يزورون القرى المجاورة لتوعية سكانها والتوضيح بان الخفافيش ليست مهمة لاجتذاب السياح فقط وإنما أيضا لنمو نباتات معينة. وبشكل دوري يدعو المنتزه أطفال المدارس المحيطة إلى رؤية خفافيش الفاكهة ويؤهل بعضهم لتعلم كل ما يتعلق بهذه الحيوانات ويؤمن له من مداخيل السياحة مصاريف دراستهم وزيهم المدرسي ليصبحوا لاحقا سفراء للحفاظ على البيئة وتنوعها.