رسائل بدون توقيع

رسائل بدون توقيع

في الحرب الباردة تبادلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي وألمانيا الشرقية سابقا حربا دعائية عبر الراديو. كانت بي بي سي تبث برنامج "رسائل من دون توقيع" لمستمعي ألمانيا الشرقية، تنشر فيه ما يرسلونه إليها من دون توقيع، خشية ملاحقتهم من قبل جهاز أمن الدولة.
لقرابة 25 عاما، من بداية الخمسينيات حتى عام 1974، حظي البرنامج بشعبية كبيرة. ولكن تم نسيانه تقريبا، إلى أن أعادت الكاتبة الألمانية سوزانه شيدليش اكتشافه قبل أعوام قليلة في أرشيف بي بي سي. الفيلم الوثائقي يحكي عن تاريخ الحرب الدعائية الباردة بين الشرق والغرب. فمن خلال البرنامج تطورت لعبة القط والفأر بين بي بي سي وجهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا الذي أراد فك شيفرات مرسلي الخطابات. وبالفعل خضعت جميع الخطابات للرقابة، بهدف ملاحقة مرسليها والزج بهم في السجن. الآلاف من مواطني ألمانيا الشرقية راسلوا بي بي سي، واستخدموا عناوين وهمية في برلين الغربية. اعتبر جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سابقا البرنامج البريطاني حربا نفسية وأيدلوجية ضد مواطني ألمانيا الشرقية. 

مقدم البرنامج أوستين هاريسون كان يزور ألمانيا الشرقية لهذا الغرض بصفة منتظمة، ودأب على حضور معرض كان يقام في لايبزيغ. كان هاريسون تحت المراقبة الدائمة الصارمة والدقيقة، كما تشير بعض الملفات. تعطي وثائق وصور وأشرطة تسجيل لم تنشر بعد، بالإضافة إلى محتويات أرشيفية من مصادر بريطانية وألمانية، صورة واضحة عن ملامح الحرب الدعائية التي دارت بين الشرق والغرب عبر الراديو.