شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
اثنان من أشد الوحوش الأفريقية فتكاً؛ التمساح وفرس النهر، عاشا جنباً إلى جنب لآلاف السنين. لكن هل ما بينهما علاقة صداقة حميمة، أم عداء مقيت؟ أحدهما آكل نباتات ضخم، والآخر هو أبرع حيوان مفترس يقطن بالمياه العذبة على وجه الأرض. كيف إذن يمكنهم التعايش معاً في موطن واحد؟ فلكل منهما جملة من السمات والخصائص التي شُحذت على مدار قرون من التطور؛ عضلات قوية، وقوة عض هائلة، وأسنان حادة تجعل منهما كائنات مفترسة في بيئتهما. لكن مرة كل عام، يتحول ذلك التعايش السلمي في موطنهم شبه المائي إلى صراع من أجل البقاء. يأتي موسم الجفاف ليشد قبضته على هذين الكائنين الجبارين، ليضطر كل منهما إلى ممارسة إستراتيجيته في البقاء. فمن جانبها تلجأ التماسيح إلى افتراس أجساد الحيوانات الضعيفة والنافقة من بني جنسها، ذلك أنها تعلمت على مدار 100 مليون عامٍ من التطور كيف تحافظ على حياتها في مثل تلك الأوقات العجاف، وتتعلق بحبال البقاء. فيما تقاتل فرسان النهر في استماتة دفاعاً عن مواطنها التي تتعرض للتقلّص والانحسار، وتصارع للتشبث بموارد الماء المُتبقية. إذ يُساعدها سلوكها العدواني الشرس، وأنيابها القاتلة على تأمين السيطرة على موطنها. لكن ماذا يحدث عندما يلتقي هذان الجاران اللدودان وجهاً لوجه؟ ومن منهما سيخرج مُنتصراً في النهاية؟