شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
عندما نجسد خير مثال في القرن العشرين للغة العربية،فلابد أن نتتبع ونبحث في ملامح سيرة إمام البيان / محمود محمد شاكر (1909 -1997)، فلغة وفكر وإبداع الأستاذ شاكر- كما قيل في الفيلم- تنبت في نفس المتلقي الاحساس بالمجد والعزة !
وعندما نرصد الخطوط العريضة لهذا المفكر العملاق فأنه لامناص أن تكون الأولوية للمعارك الفكرية التي خاضها،فهي لب حياته،وقضيته التي حارب لأجلها،وأفنى كينونته لها راضياً، وظلم كثيراً حياً وميتاً بسببها، بل فيها تتمحور شخصيته، وذروة موهبته وتفرده، فهذه المعارك لم تكن مواجهة عادية بين شخص وآخر، أو مثقف ومثقف ،لكن بين ثقافة وثقافة، و حضارة مقابل حضارة، ولاشك أن لهذه المعارك دويها وتاثيرها الجذري على تاريختا الثقافي، لذا تأتي أهمية وشرف صنع هذا الفيلم عن العلامة / محمود شاكر
و تتبلور محاور العمل حول معاركه مع د./ طه حسين منذ أن ترك الجامعة ،بعدما إكتشف ان أستاذه الجليل طه حسين يسطو على كتب وأفكارالمستشرقين الجهلاء بالعربية وحقائق الاسلام، ثم معركته الضخمة مع د./ لويس عوض مدافعاً بشراسة ومنهج علمي غير مسبوق عن لغة أمته وثقافتها، مما أدى في النهاية الى إعتقاله لأكثر من سنتين..
أيضاً يتسلل الفيلم الى ملامح شخصية الإنسان والشاعر بداخله،في مشاهد (تمثيلية) متنوعة، ومحملة بشحنات عاطفية، فنعيش في منزله،ونغوص في دخيلة نفسه وأسراره، وطفولة مشاعره ،وأخص أشياءه، لنفهم معها ونقدر دوافع دفاعه عن قضيته، وقضية الأمة الاسلامية كلها.
هو باختصار فيلم عن أمة في رجل، وأي رجل كان ..محمود شاكر!