سقط طاغية ليبيا معمّر القذّافي في أعقاب ثورة شعبية على نظامه العام 2011. قيل الكثير عن تجاوزاته وإرهابه وقمعه. لكن هذا الوثائقي يستعيد في جزأين سيرة الديكتاتور الراحل في رحلة شيّقة ومؤلمة عبر السنين منذ وصوله إلى السلطة بانقلاب عسكري على ملك بلاده إلى مقتله. مروراً بإلغائه مظاهر الحرية والديمقراطية وتكريس نفسه زعيماً أوحد لا عقب له إلا أولاده.
القذافي لم يكتفِ بذلك في بلد أثراه النفط ودرّ على خزينته نحو تريليون دولار، فقد امتلك طموحات توسعية وغالباً ما لجأ إلى الإرهاب لتحقيقها. مارس الاغتيال وتفجير الطائرات وتورّط في حروب أهلية خارج بلاده أوقعت آلاف الضحايا.
والجانب الأخطر في شخصيته، استرساله للمجون والنزوات، من الاحتفاظ بجثث ضحاياه في برّادات إلى هتك عرض قاصرات. يتنقّل الفيلم من ليبيا إلى أوروبا وأوغندا والولايات المتحدة والبرازيل وجزر مارشال في المحيط الهادئ. يعيد تركيب صورة القذافي عبر أشخاص عرفوه من قرب.
عالم صواريخ ألماني، عميل سابق لـ CIA اشتراه القذافي، تاجر سلاح، تاجر سموم، معتقل سابق ذاق الأمرّين في سجن أبو سليم، رجل أمن بريطاني كان الحارس الشخصي لعائلة القذافي، امرأة من حارسات القذافي الشهيرات، مصمّمة أزياء أميركية، أرملة المعارض الليبي منصور الكيخيا الذي اختطفه رجال القذافي من القاهرة وقتلوه ثم أمر القذافي بعدم دفنه والاحتفاظ بجثته في برّاد لأكثر من 20 عاما. وأخيراً جرّاح التجميل البرازيلي الذي استأجره القذافي وجاء به من ريو دي جانيرو إلى طرابلس لتجميل وجهه.