شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
المستعربون، أو "المستعرفيم" بالعبرية، اسم سري لوحدات إسرائيلية لا يمكن تهميشها بين أدوات الاحتلال لإدامة سيطرته على فلسطين وملاحقة الناشطين واختراق مناطقهم من الداخل.
كان هذا موضوع فيلم "المستعربون" ضمن السلسلة الوثائقية "الصندوق الأسود" الذي بثته قناة الجزيرة مساء 27/3/2014.
تناول الفيلم عددا من القصص التي تكشف مدى اختراق هذه الوحدات الأوساط العربية ليس فقط داخل الأراضي المحتلة، بل أيضا في أوساط اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا منذ عام 1948، ناهيك عن قيامهم بعمليات التصفيات للمقاومين الفلسطينيين خصوصا أثناء الانتفاضتين الأولى والثانية.
وحاول طاقم الفيلم الوصول إلى المؤسس صموئيل موريا الشهير بـ"سامي موريا" عدة مرات وذلك بهدف التعرف على الدور الحقيقي الذي تقوم به هذه الوحدات، والذي تبين أنه يتجاوز اعتقال المقاومين الفلسطينيين إلى مهام طويلة الأمد تمتد أحيانا إلى خارج فلسطين.
ساعة الصفر
يندس المستعربون في الأوساط العربية بفلسطين المحتلة، ولا تستطيع أن تفرق بينهم وبين الفلسطينيين، يلبسون لباسهم ويتحدثون بلهجتهم، وفي ساعة الصفر يتحولون من مدنيين إلى قوة تنقض على الهدف المطلوب.
عن دور المستعربين في انتفاضتي 1987 و2000، يقول الصحفي موتي كريشنباوم إن السبب في إقامة تلك الوحدات "أنهم جربوا كل الوسائل والطرق لإيقاف الانتفاضة وإخمادها. جربوا ألف طريقة لإخماد الانتفاضة"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة للسماح للجندي الإسرائيلي بالدخول إلى الشارع الفلسطيني دون تمييزه مباشرة كانت التنكر بهيئة فلسطينيين.
وقد أظهرت دراسة فلسطينية أن وحدات المستعربين نفذت 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية، ولم يكن الناشطون وحدهم هم الضحايا.
ونجح فريق العمل في الوصول إلى عدد من المستعربين، وبعضهم كشف عن معلومات تنشر لأول مرة بشأن ظروف عملهم ومهامهم، والعمليات التي نفذوها وتعتم عليها سلطات الاحتلال.