شغف قاتل

شغف قاتل

يتزايد عدد الأمريكيين الذين يكافحون ضد الانتشار الواسع للأسلحة في بلدهم، خاصة منذ جريمة قتل عشوائي في مدرسة بفلوريدا أودت بحياة سبعة وعشرين شخصا. غير أن لوبي السلاح القوي، الجمعية الوطنية للبنادق تعارض أي خطوات للتقنين.

منذ تأسيسها في عام 1871، تطورت هذه الجمعية من نادٍ للرماية إلى حركة مناضلة من أجل حقوق غير مقيدة لامتلاك السلاح. وأصبحت لاعبا سياسيا وازنا يؤثر في التشريعات والانتخابات من خلال التبرعات للأحزاب وأعضاء البرلمان، ما يتيح لها عمليا التأثير على قرارات واشنطن. تعتمد الهيئة على التعديل الثاني لدستور 1787، والذي يضمن لكل مواطن أمريكي الحق في الدفاع عن نفسه. هناك اليوم حوالي 300 مليون مسدس وبندقية منتشرة في الولايات المتحدة، والعديد منها مزود بمرفق إطلاق نار سريع.
السلاح الأكثر شيوعًا هو بندقية AR-15 الهجومية نصف الآلية التي يمكن لكل شخص يبلغ من العمر 18 عامًا شراؤها في معظم الولايات، بدون شهادة السجل الجنائي واختبار الكفاءة. حتى الأطفال في سن ما قبل المدرسة يتم تدريبهم على هذا السلاح، كما تظهر الوثائق. غالبًا ما استخدم الجناة هذا السلاح في جرائم القتل العشوائي بالمدارس في السنوات الأخيرة.
قضية السلاح أحدثت استقطابا في المجتمع الأمريكي: بينما يطالب الناجون من مجزرة باركلاند عام 2018 وغيرهم من النشطاء الشباب بقوانين وضوابط أكثر صرامة بشأن الأسلحة، يعتمد لوبي السلاح وأنصاره على الصيغة: "لإيقاف شخص سيء ببندقية، أنت بحاجة إلى شخص جيد يحمل سلاحًا ".في السابق، فشلت جميع محاولات تشديد قانون الأسلحة النارية. هل سينجح جيل ضحايا جرائم القتل العشوائي بمقاومته المتزايدة في إيقاف حمى حمل السلاح بأمريكا؟