محاكمات يوغوسلافيا
يأمل ضحايا الحروب والأزمات الحالية في معاقبة مجرمي الحروب، لكن ذلك لا يتحقق دائمًا. وحتى يومنا هذا تُعد محكمة لاهاي بخصوص جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة استثناءً، فهي أكبر محاكمة دولية من هذا النوع.
يركز الفيلم على قضية فرص العدالة الدولية وحدودها. ويطرح التساؤل التالي: ما هي أهمية العدالة الدولية في المجتمعات اليوم؟ يسعى المؤلف لوسيو موليكا إلى البحث عن إجابة، ويأخذ مثالًا على ذلك المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة. تأسست هذه المحكمة بموجب القرار رقم 827 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 25 مايو / أيار 1993. وحُوكِم هنا مرتكبو الجرائم الجسيمة خلال الحرب اليوغوسلافية بعد عام 1991 فصاعدًا. وتُعد محكمة مجرمي الحرب الأممية في لاهاي مثالًا بارزًا للعدالة الدولية المحايدة في التاريخ. ومن بين إجمالي عدد المتهمين البالغ عددهم 161 متهما، أدين 84 شخصًا، من بينهم قائد جيش صرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش، الذي أصبح معروفًا باسم "جزار البوسنة"، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. كما حوكم زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش. وقد انتهت مداولات آخر قضية جنائية في 29 نوفمبر / تشرين الثاني 2017. وأُغْلِقت ملفات المحاكمات رسميًا في 31 ديسمبر / كانون الأول 2017. يقدم لنا القضاة والمدعون العامون ومحامو الدفاع لمحات نادرة من وراء الكواليس. ويساعدنا الضحايا وشهود العيان في تقييم تأثير المحكمة وعملها. حتى الجناة يعبرون عن رأيهم، ويبقى بطل الفيلم الرئيسي المحكمة ذاتها.