الفيلم الوثائقي شوا SHOAH مترجم : عنوان الوثائقى يعني النكبة / الخراب وهي الكلمة التي أصبحت مرادف للهولوكوست باللغة العبرية ، العضو السابق في المقاومة الفرنسية كلود لانزمان استخدام صور شعرية للأماكن الشاهدة على بشاعة الماضي كما استخدم شهادات مؤلمة كانت بعيدة عن برودة التنظير ، شهادات اقتصرت على الناجيين والجناة والشهود المعاصرين ، لم يهتم بالتسلسل الزمني ولم يستخدم أسلوب الراوي حتى يكون الفيلم تجربة تُجتاز وليس قصة تُروى.
العسكريين النازيين رفضوا التصوير لكن لانزمان لجأ إلى الخداع الاستخباراتي ، أوهمهم أن الحديث سري في الوقت التي كانت الكاميرا مُخبَّأة في حقيبته ، في الخارج ينتظر في الحافلة تقني لالتقاط الصوت والصورة ، اكتشف الخدعة أحد النازيين فأوسع لانزمان ضرباً تسبب في مكوثه شهراً في المستشفى ، بالإضافة إلى مقاضاة المخرج لتصويره بدون إذن.
الأحداث والتحليل لا يوجد لهم مكان كبير في الفيلم ، الوصف يستمر ولا ينتهي ، سائقي قطارات الموت لم يمكنهم تحمل صراخ "الحمولة" إلا عن طريق معاقرة الفودكا التي منحها لهم النازيين بسخاء ، المعتقلين التشيكيين غنوا النشيد الوطني التشيكي أثناء سيرهم منقادين إلى غرف الغاز ، وصف آلية عمل وهيكلة غرف الغاز من قبل أحد النازيين في مقابل وصف حال الجثث وتموضعها من قبل أحد الناجين ، الحلاق الذي كُلِّف بحلق رؤوس النساء قبل إبادتهن فيجد زوجته وسطهن.
كل هذا والمشاهد لا يرى صورة واحدة لما حدث ، فالصورة تقتل الخيال كما قال لانزمان ، تأثير المادة الفيلمية يظل تأثير مادي سطحي ، بينما تأثير الخيال والمحسوس اللامادي يصبح ندبة في الضمير.