شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
أنتج هذا الفيلم الوثائقي، الذي تناهز مدته ساعة ونصف الساعة، قناة التاريخ وصدر سنة 2009. ويستعرض بالتحليل والمقارنة كتاب الفيلسوف والقائد الصيني القديم صن تزو “فن الحرب”. ويركز الفيلم الوثائقي على تطبيق المبادئ والركائز العامة التي وضعها صن تزو في كتابه على عدد من الحروب المعاصرة:
كحرب فييتنام والحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية الأمريكية
وذلك من خلال منظور بانورامي تحليلي لشرح بعض مفاصل هذه الحروب وقياس مدى تطبيقها لنصائح كتاب صن تزو، التي يؤكد محللو العمل أنها توصل إلى طريق الانتصار لا محالة. والعمل بحد ذاته يدعو لتأمل هذا التصوير الاحتفائي بكتاب صن تزو، فإذا كان الكتاب فعلا يصنع الانتصارات عبر أقصر الطرق وأقل التكاليف، فلا بد على الناس التمعن فيه ودراسته وتقييم فوائده. غير أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة هو أن كثيرا من القادة الذي خاضوا الحروب وحققوا نجاحات كبرى وذاع صيتهم لذلك من المؤكد أنهم لم يسمعوا عن الكتاب وصاحبه. فهل يجوز أن نرجع انتصاراتهم إلى كتاب صن تزو ونقارنها أيضا به؟ فالانتصارات العسكرية المدهشة التي حققها حنبعل على سبيل المثال أو القيصر الأول أو الإسكندر المقدوني أو خالد بن الوليد وأدت إلى تكوين امبراطوريات راسخة ثبتت جذورها ردحا طويلا من الزمن، ما من دليل يثبت أن كل أولئك قد استعانوا بعبقرية صن تزو في كتابه. وهو ما جعلني اتساءل: هل اطلع خالد بن الويد رضي الله عنه على الكتاب، أو حتى سمع عنه فظهر بتلك العبقرية العسكرية التي طردت أقوى امبراطوريتين عظيمتين: الفرس والروم، من أرض جزيرة العرب إلى الأبد؟ لا أستطيع الجزم بشيء، لكن سواء اطلع خالد على الكتاب أو لم يفعل، فإن عبقريته الفذة لا يختلف عليها اثنان. وإذا تخيلنا أن ابن الوليد قد قرأ الكتاب واستوعبه فيجب أن يزيد هذا اعجابنا به، إذ إن قراءته واستيعابه لا قيمة لها دون التطبيق والتنفيذ المتقن، وهو ما يُعلي من شأن أي قائد عسكري بلا جدال.