الفيلم الوثائقي الرائع - العودة من الموت - Back From The Dead - مترجم

البحث العلمي لا يتوقف في أي مجال من مجالات العلوم و التقنية في العصر الحديث
لكن في مجال الطب يختلف الموضوع قليلا , و تتقدم العلوم الطبية ببطئ مقارنة بغيرها
لأنه لا مجال للتجريب على البشر إلا بعد اجتياز دراسات و أبحاث معملية تستمر لأعوام طويلة

كثير من الأمراض التي نصاب بها الآن باستمرار و نعتبرها شيئا عاديا و سهل العلاج
كان من الأمور القاتلة في الماضي .. كان يكفي أن تجرح إصبعك أثناء قيامك بأي عمل يومي
ليتلوث الجرح بالبكتيريا التي يقتلها اليوم بمنتهى السهولة قرص مضاد حيوي واحد
و كانت هذه البكتيريا قاتلة بنسبة 50 بالمائة .. كان يكفي أن تلد الأم ولادة طبيعية
دون أية مضاعفات و تكون معرضة للوفاة من تسمم الحمل و الموت المحتم
تقدم العلم كثيرا و تقدم الطب كثيرا كثيرا , لدرجة أننا أصبحنا و بمنتهى السهولة مثلا
في مجالي الذي أعشقه و هو جراحة القلب نقوم بتوصيل المريشض بجهاز القلب و الرئة الصناعي
و نقوم بإيقاف قلبه و نجري ما نشاء من الجراحات على القلب و هي الجراحات التي كانت
مستحيلة تماما حتى الستينات , قبل اختراع جهاز القلب و الرئة الصناعي
تطور الأمر كثيرا , و أصبح ما كان سببا للموت الحتمي بالماضي , مرضا عاديا
نعالجه حتى بدون الذهاب لطبيب مختص !!

و هذا الوثائقي يأخذنا لما هو أبعد .. سمعنا عن أساطير لأناس عادوا من الموت .. لكن ماذا
عن طبيبة حصل معها هذا فعلا ؟؟ و ماذا عن استخدام الذي حدث معها لعلاج أمراض مستعصية ؟؟

يبدأ الدكتور كيفين فونج بحالة تاريخية لطبيبة شابة تدعى آنا باجنهولم , حيث سقطت في حفرة
وسط ثلوج جبال النرويج بينما كانت تتزلج , و بسبب بعد الجبال تأخر وصول المساعدة الطبية
و بسبب البرودة الشديدة لجسمها توقف قلبها عن النبض , فارقت الحياة , و استمرت كذلك لمدة
ثلاث ساعات قبل أن تصل للمستشفى , و أي طبيب كان لن بتأخر لحظة في اعلان وفاتها , لكن هذا
لم يحدث و استمر الأطباء في انعاشها و تدفئة جسمها , و كانت المفاجأة أن عاد قلبها للحياة .

الطب لا يتقدم بسرعة كما قلنا , لكن مثل تلك الحوادث هي ما يسرع من عجلة تطور الطب
و كالعادة في الغرب كان السؤال هو كيف و لماذا حدث ذلك , و كيف نمكن أن نستفيد منه
و يأخذنا البرنامج في رحلة جميلة وسط كل ذلك , و نشاهد عملية بالقلب على مريض متجمد
و دورته الدموية متوقفة تماما و قلبه لا ينبض و حتى جهاز القلب و الرئة الصناعي تم ايقافه
فهل هذا المريض حي أم ميت ؟؟ و ما هو الخط الفاصل بين الحياة و الموت ؟؟
ما هو تعريفنا للحياة ؟؟ و ما هو الموت ؟؟ هل ما كنا نعتبره ميتا أصبح الآن في صفوف الأحياء ؟؟
هل يساعدنا التقدم العلمي أم يزيد من حيرتنا ؟؟ هل ما نعتبره جثة هامدة سيصبح في المستقبل
هو الصورة الطبيعية للمريض في حجرة العمليات ؟؟

كيف يساعد التبريد في حفظ الجسد ؟؟ و كيف نستفيد منه ؟؟ و كيف لغاز خامل مثل الزينون أن
يحمي المخ من الضرر لو استخدم مع التبريد ؟؟ و كيف سيساعدنا ذلك لشفاء اصابات و أمراض
نعتبرها في كتب الطب الآن "ضررا تاما و نهائي" و حتى لا نقوم بمحاولات انعاش القلب و الرئة لتلك الحالات ؟؟


{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً‏}‏