شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
يتتبع الفيلم عددا من العملاء الذين جندهم الاحتلال الإسرائيلي لصالحه، ويكشف من خلالهم الكثير من التفاصيل والمعلومات بشأن كيفية تجنيدهم، والعوامل التي تجعلهم يقبلون خيانة بلادهم.
مهما كان التفوق العسكري والتقني للمحتل فلا يمكن أن يكمل دائرة احتلاله دونما العنصر البشري المساند من الداخل، وهو العنصر الذي اصطلح عليه باسم العميل
فيلم "عملاء الاحتلال" الذي بثته الجزيرة يوم 28/8/2014 ضمن برنامج "الصندوق الأسود" تتبع عددا من العملاء الذين جندهم الاحتلال الإسرائيلي لصالحه من أجل إجهاض بذور المقاومة الفلسطينية عبر اغتيالات قادتها
وكشف الفيلم كثيرا من التفاصيل والمعلومات بشأن كيفية تجنيد هؤلاء العملاء، والعوامل التي تجعلهم يقبلون على أنفسهم خيانة بلادهم والعمل مع عدو يستخدمهم لاختراق الجدران الأمنية المحيطة بأهدافه المطلوبة
كما حصل على شهادات لفلسطينيين تعرضوا لضغوط إسرائيلية بغية تجنيدهم. وخلص إلى أن طرق التجنيد تتخذ أشكالا تتنوع بين استغلال ظروف العمال الفلسطينيين الذي يعملون بإسرائيل، وأولئك الذين يحضرون من أجل العلاج بهدف الضغط عليهم بالإضافة لاستغلال الحاجة للمال
طرق التجنيد
ووفق قيادات سابقة بجهاز الأمن الداخلي (شاباك) فإنه لا تمارس أي ضغوط على العملاء من أجل تجنيدهم، زاعمين أن هذا العمل لا يمكن للشخص أن يقوم به إن لم يكن مخلصا، ويرغب في التعاون مع إسرائيل
ويقول عضو شاباك-سابقا روني شاكيد "كل ما يهم قبل كل شيء هو أن تكون إنسانا مع العملاء كي تمنحهم الثقة" مؤكدا أنه من دون عملاء لا يوجد أمن
وذلك ما يؤكده المسؤول النفسي بالتحقيق مع العملاء بقطاع غزة إسلام شهوان بقوله "المخابرات الإسرائيلية أبدعت وبرعت في استخدام الأساليب النفسية. ورصدنا حالات دار خلالها حديث مع شخص على مستوى راق من العلم إلا أنه في النهاية وقع وكان ضحية أسلوب اختراق الوعي أو ما يسمى أحيانا بكي الوعي"
وكشف الفيلم طرق تخابر هؤلاء العملاء مع مشغّليهم من جهاز شاباك، وكيفية إيصالهم المعلومات المطلوبة، ورصد طرق كشف العملاء من قبل المقاومة وأجهزتها المختلفة، والنتيجة التي يصل إليها هؤلاء ونبذهم من قبل المجتمع الفلسطيني، الأمر الذي يضطرهم للهرب إلى إسرائيل حيث يعيش معظمهم هناك في ظروف مهينة
وحصل فريق العمل على الاعترافات الكاملة لعميل أعدمته داخلية غزة بعد كشف تورطه في اغتيال 15 شخصية
غرف العصافير
ونجح الفيلم في الوصول إلى العميل عبد الحميد رجوب، أحد أهم العملاء الفلسطينيين للاحتلال، والذي صدر بحقه حكم الإعدام بالضفة الغربية ومن قبل حركة فتح بعد أن كُشف أمره، لكنه نجح في الهرب إلى إسرائيل
اشتهر رجوب بتأسيسه ما يُعرف بـ"غرف العصافير" والتي بدأت المخابرات الإسرائيلية باستخدامها في السبعينيات، وتعتمد على دس عملاء فلسطينيين داخل سجون الاحتلال للاختلاط بالأسرى بهدف الحصول على المعلومات منهم، ويتحدث بالفيلم عن تأسيسه لها وأسباب عمالته التي لا يخجل من الحديث عنها
دور بالاغتيالات
وكشف الفيلم أدوارا للعملاء في اغتيال شخصيات بارزة مثل خليل الوزير (أبو جهاد) وأحمد يا*** وعبد العزيز الرنتيسي، وكذلك يحيى عياش الذي كان يستحيل اغتياله دون عميل، وفق ما تؤكد قيادات شاباك
ويقول وزير الداخلية بالحكومة الفلسطينية المقالة فتحي حماد إن إسرائيل لا تتبع نظام ارتباط هرمي مع عملائها، وبالتالي إذا ما كشف عميل يُكشف بذاته ولا يستطيع مهما حققتَ معه كشف أي عميل آخر
لكن حماد -بالمقابل- أكد أن هذه العمالة لإسرائيل ليست ظاهرة، والأعداد التي تستقطب إلى هذا الطريق صغيرة جدا مقارنة بالأعداد الهائلة التي تنضم إلى المقاومة
ويشير نجاح المقاومة الفلسطينية في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006 إلى نقلة نوعية في الصراع المخابراتي بين الطرفين، حيث فشل شاباك بكل قوته في الحصول على أي معلومة تدل على مكان شاليط طوال خمس سنوات رغم نشر أعداد من العملاء بشوارع القطاع
ونقل الفيلم عن مراقبين قولهم إن نشاط مقاومة "ظاهرة العملاء" أظهر فشل إسرائيل خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة مما جعلها تشن
حربا عمياء