كليوباترا صوره لوجه قاتله - Cleopatra Portrait of a Killer
الغدر سمة أزلية من سمات الملوك والزعماء ولن يكون قانون العزل السياسي هو الرادع كما
حدث عندما أقدم "بطليموس الثالث عشر" بعزل شقيقته "كليوباترا" شريكته في الحكم، بسبب
غدرها وخيانتها وطمعها بالتخطيط للإنفراد بالسلطة.
فالغدر أنواع لا تحصى ولكن العبرة لمن يعتبر، وصاحبها عادة ما ينقلب عليه الناس ويمثلون به
أو يقدم على الانتحار كما فعلت "كليوباترا".
وهذا ما سنراه في رسم لوحة لوجه القاتلة كليوباترا من خلال هذا الفيلم
المرأة الأكثر شهرة بالتاريخ، الجميع يعلم أنها ملكة عظيمة، عاشقة جميلة ومتآمرة سياسية.
منذ 2000 سنة، قد اختفت تقريبا جميع الأدلة المتعلقة بها وحتى الآن. في واحدة من الروايات
الأكثر إثارة بالعالم، حيث يعتقد علماء الآثار أنهم اكتشفوا الهيكل العظمي لأختها"أرسينوي"،
والتي قتلت على يد كليوباترا ومارك أنطونيو. بعد أن أسرها يوليوس قيصر في مصر ومثل بها
ووضعها بموكب النصر المهين في روما لاستعراض للاسرى مكبلة بينهم بالقيود الحديدية في
مشهد مثير للغضب، ومن ثم إلى محبسها بين كهنة مخصيين في معبد آرتيميس الكائن بمدينة
أفسس القديمة بتركيا، وبهذا الفيلم الوثائقي قام "نيل أوليفر" بالتحقق من قصة الملكة عديمة
الرحمة التي قتلت أشقائها من أجل السلطة.
فلقد تآمرت حقاً على أشقائها وتلك هي "صورة لوجه قاتلة".
هذا الفيلم لمدة ساعة من إنتاج بي بي سي دراما الوثائقية، فام بالتركيز على "أرسينوي" شقيقة
كليوباترا، والتي قد تم اكتشاف هيكلها العظمي مؤخرا والذى يثبته البحث الجنائي بانها قد قتلت.
ويظهر لنا كيف أن كليوباترا كانت خائنة، فلقد استخدمت حيلة الاغراء الجسدي، مع يوليوس
قيصر ليعاونها، على قتل شقيقتها في محاولة للانفراد بالسلطة؟
ويعتقد مقدم البرنامج "نيل أوليفر" بانه من الممكن تحديد صورة ترسم الوجه الجميل، ولغز
الجميلة، التى لا ترحم، وما لديها من هوس "حب الأنا" الذي لن يتوقف عند أي شيء للحفاظ
على مكانها على العرش.
ذلك يسعى "نيل أوليفر" ليأخذنا الى انقاض مجمع مدينة أفسس التاريخية في تركيا، حيث يروى
كيف ماتت الأميرة الملكة "أرسينوي" في محاولة لإعادة بناء دراماتيكي الطرازلمسرح الجريمة.
كما أن البرنامج يشرح لنا أيضا كيف أن الاستخدام المكثف للتكنولوجيا بواسطة "جامعة دندي"
قام بأنتاج شكل ثلاثي الأبعاد في محاولة لإعادة بناء جمجمتها حتى تساعد الخبراء الدكتور
"فابيان كنز" والدكتورة "هيلكي ثور" في الوصول لأدلة عن مقتل شقيقة كليوباترا الغامض
وحيث أن كل ذلك قد حدث حصرياً بناء على الأدلة الجنائية للطب الشرعي الجديد، للمرة الأولى
في فيلم خاص جديد لمدة ساعة، فإنه يكشف عن الجانب المظلم والأكثر قسوة لكليوباترا ملكة
مصر.
علماء الآثار مقتنعون بأن هذا هو الهيكل العظمي لواحدة من ضحايا كليوباترا، قتلت على يد
عشيقها الروماني مارك أنطونيو، بناء على أوامر منها.
كما دبرت أيضاً قتل شقيقها بطليموس وغرق شقيقها الأخر في نهر النيل
انها قصة لا تصدق حقاً عن واحدة من أعظم أساطير التاريخ.
أما بالنسة لي إذا كنت أخصائياً بالعلوم الوقائعية مثل البحث الجنائي والطب الشرعي ولدي مهمة
التكليف لهذا البحث فلن أتهاون عن إثبات تلك الجريمة البشعة
ولكن يمكنني القول بأن كليوباترا المرأة الأكثر شهرة في التاريخ، كانت قد تعرضت للروايات
ومواضيع لا نهاية لها ومحفوفة بالكثير من التكهنات.
وهذه الرواية "صورة لوجه قاتلة" واحدة منهم.
يبدو ان الغدر سمة أزلية من سمات الذين يعتلون العرش ولقد أظهر علماء الطب الشرعى بالادلة
الجنائية وكشفوا لنا ذلك فالغدر سلاح قد فتك بالامم والممالك على مر العصور.
حيث يتضح ذلك جليا مع كليوباترا التى كنا نعرفها ملكة لمصر بانها كانت غانية فاجرة غادرة
قادرة، ولكن لم نعرف أنها كانت ايضا خائنة وقاتلة بلا رحمة، كل ذلك من اجل اعتلاء العرش
وتوفر صفة الغدر لديها مثل كل اصحاب السلطة، فضاعت واضاعت مصر، حتى وقعت فى يد
الرومان واصبحت مصر مقاطعة رومانية، وبفعلها هذا ضيعت شعب ودولة لا شباع رغبة الغدر
والشذوذ لديها.
أثرت حياة كليوباترا بتجربتها التاريخية بالسلطة عبر نسبها وأسرتها وطفولتها وشبابها
وصراعها حتى إستطاعت أن تستولى على العرش وأزواجها وحروبها للحفاظ على إستقلال مصر
وطموحاتها فى إقتسام العالم القديم مع الرومان، وخاصة حربها الأخيرة ضد أوكتافيوس
الإمبراطور الرومانى وإنتحارها وأبنائها والمصير الذين آلوا إليه
ولدت كليوباترا السابعة عام 69 قبل الميلاد، وأصبحت ملكة في سن السابعة عشرة عقب وفاة
والدها بطليموس الثاني عشر، واتبعت التقاليد المصرية في ذلك الوقت بأن تزوجت أخاها
بطليموس الثالث عشر أثناء فترة حكمها معه
في ذلك الوقت كانت روما وصية على عرش المملكة المصرية، وزحف "يوليوس قيصر" حاكم
روما وجنوده من روما إلى مصر وراء عدوه "بومبي" الذي استنجد بملك مصر، ولكن قيصر
انتصر على بطليموس الثالث عشر، الذي لقي حتفه هو الآخر، وبذلك خلا عرش مصر للملكة
كليوباترا، التي أصبحت صديقة لروما.
في أعقاب ذلك أنجبت كليوباترا ابنا أطلقت عليه اسم "قيصرون" أو قيصر الصغير، الذي ادعت
أنه ابن يوليوس قيصر، وسافرت كليوباترا في عام 46 قبل الميلاد إلى روما لتعيش هناك بدعوة
من يوليوس قيصر، وبعد مرور شهر واحد من زيارتها إلى روما اغتيل قيصر على يد أحد رجاله،
لتعود كليوباترا إلى الإسكندرية سرا
وعقب مقتل يوليوس قيصر، تنازع على حكم روما كل من "مارك أنطونيو"، والقائد
"أوكتافيوس"، فانحازت كليوباترا إلى جانب أنطونيو الذي انتهى به الأمر للانتحار بعد
هزيمته، فانتحرت هى الأخرى بسم إحدى الأفاعي عام 30 قبل الميلاد.
وكان سبب الانتحار أنها لم تكن تريد أن تمشى في شوارع روما ويمثل بها كأسيرة مكبلة بالحديد
في مواكب النصر الرومانية كأسيرة لأكتافيوس، كما فعل قيصر بشقيقتها الأميرة "أرسينوي"،
فالسبب فيما يبدو أن عزة نفسها وكرامتها هونت عليها الموت بدلا من الحياة ذليلة كما يجمع
المؤرخين
انتحر كل من انطونيو و كليوباترا، ووقعت مصر تحت سيطره الرومان.
وبوفاة كليوباترا، قام أوكتافيوس بقتل قيصر الصغير، وأصدر قراراً من خمس كلمات أعلن فيه
ضم مصر إلى المملكة الرومانية، وانتهاء عصر البطالمة في مصر
الصورة الشعبية لكليوباترا كآلهة وملكة وإمرأة مغرية غَطَّت على حقيقة أنها كانت قاتلة.
والسؤال هنا: هل كانت قصه أنطونيو و كليوباترا حقيقيه؟
أرجوا أن تستمتعوا بكل ما جاء في هذا الفيلم الوثائقي بقدر ما يشير
اليه من عبر لإظهار الحق مهما طال الزمن.