شاركنا، .. ما رأيك في هذا الموضوع ؟
الفيلم الوثائقي أرض بلا خبز Land Without Bread مترجم : المخرج الإسباني لويس بونويل
يرد اسم هذا الفيلم وحيدا عندما يجري الحديث عن السينما الوثائقية الإسبانية ،لكن بونويل لديه الكثير من الأفلام الهامة ومنها أثره العظيم ذا النظرة السوريالية “الكلب الأندلسي” وفيلم آخر حمل عنوان “العصر الذهبي” إضافة إلى أفلام كوميدية.
يصور الفيلم صراع شعب “هوردانو” مع الطبيعة للبقاء على قيد الحياة ، بينما يحاصرهم الجوع و المرض و اليأس في محيط طبيعي قاس، لايقل قسوة عن ذلك الذي نراه في “نانوك الشمال ” ،لكن مع وجو د اختلاف و تفاوت لايمكن تجاهله ،فالطبيعة في “نانوك الشمال” وإن كانت قاسية و خشنة إلا أنها ليست عدوا للإنسان، والفرصة متاحة أمام نانوك و عائلته أن يجدوا قوتهم في قلب الطبيعة، أما في “ارض بلا خبز” فالطبيعة وحش عظيم ، وهي في ذات الوقت سبب الفجيعة وأبرز مظاهرها، لكن المجتمع أيضا مساهم في هذه الفجيعة.
في هذا الفيلم يتساوي كل من في هذا المجتمع في الشقاء وجميعهم يتحمل وزر هذه الفاجعة، وإن كان بونويل قد طرح مشكلة إجتماعية غير أنه أحجم عن تقديم حل لها. ونرى في الفيلم جوانب راديكالية ، تشبه تلك التي نجدها عند الفيلسوف الألماني فرديريك نيتشه، وهي راديكالية فلسفية وليست سياسية . يمكن القول ان بونويل يشترك بالفكر مع نيتشه ،فكلاهما يرى بضرورة تغيير المجتمع، لكن تغيير المجتمع لايتم مالم نتغير نحن، ونحن لانتغير مالم تتغير أفكارنا. يرى بونويل أن مشكلات كالإقطاع و تغول رأس المال لاتنتهي مالم يتم اقتلاع الجذور الفكرية التي تغذيها.
لاتكمن القضية في “ارض بلاخبز” في “هوردانو” فقط ، ولكنها مشكلة العالم أجمع من وجهة نظر بونويل ، إنها قضية “الأرض الخراب” أو “الأرض غير الموعودة” ، فأهالي هوردانو برغم الفقر و العوز ليسو أكثر بداوة من غيرهم من الشعوب . إنهم ممثلون و معرفون للبشرية ، فنحن كبشر نعيش في عالم “لاخبز فيه” من الناحية المادية و المعنوية، العالم المطرود من الرحمة الإلهية